الشعر طريق للحياة عودة الشعر الى سيرة الأولى قرأه في قصيدة ان شئت ، تعال للشاعر القدير عبد الحميد الزبيدي
بقلمي :- ناظم ناصر
19 \ 1 \ 2015
منذ ان اخترع الانسان الكتابة كان يرسم حروفه على الطين فكانت كلماته تمثل ذاتها بما تعنيه معانيها ومثل ما أرد لها كاتبها مانح أيها إحساسه وشعوره فكان يرسم بما يعيه عن حقيقة الأشياء لذا لم يكن يتجرأ على كتابة الشعر إلا من كان شاعر حقيقيا يحمل صفة شاعر فلم تردنا من ذلك السومري المبتكر قصائد او كلمات زائدة عن حاجته فكانت كلماته كما هي حياته حقيقية وبسيطة وعميقة المعاني و تمنحك فسحة من الخيال والتأمل والابتكار فهم بعثوا لنا رسالة من زمنهم لتعلمنا كيف يكون الشعر طريق للحياة وتدوين لما يشعرون به خارج حدود الوصف الزائد و الترهل بالاضافة الى مهمته عن الكشف عن تجارب جديدة فهو الذي رأى كل شيء هكذا تقول ملحمة كلكامش والشاعر عبد الحميد الزبيدي هو حفيد أولئك السومريين وهذه الحضارة العظيمة فهم كتبوا على الطين وهو نحت كلماته في اللغة فأدار دفة المعاني بخبرته الطويلة و وعيه لمهمة الشعر ان يكون بسيطا وعظيم ويماثل الحياة بما تعنيه فكان شاعرا حقيقيا وبسيط كأسلافه
فهو علا وتسمى و بسط جناحيه مع الريح فلا تعرف هل هو يميد بالريح ام الريح تميد به فالأيام والساعات واللحظات تمر عبر زمانه من خلال إبداعه وهو بنقاء ذاته يحوم مع المعنى زمن مضى وأخر يأتي وهو في زمن مطلق يتأمل كالحكيم ما مضى وما بعد القادم
يتودد له أصحابه أحيانا لكن الشاعر لا يخرج من شاعريته فهو لا يتوجس ولا يعرف الخوف وتأويلاته هو يرى الحقيقة بعين الحقيقة فلا جانب مظلم للشمس
تميد بي الريح ،
على أهواء مناسكها
يتودد لي حينا ..
أصحابي ..
فأندبهم ..!
لا لا ..
انا لا أتوجس من شيء..
لأمد الخوف ،
بساطا لي ..
كي أعدو ..!
الشاعر عندما ينسجم مع ذاته وكلماته ومعانيه ويمسك باللحظة ويدرك بوعيه الأشياء وما تعني فيتوهج فكره الصافي فتكون قصيدته براعم للأمل فيمنحاها لكم فخذوا ما شئتم من نثاره وردا وحمائم و جنابد أزهار وسيملي ذكراه غيوما للصيف فهو يحيا الأمل و يؤمن بتباشير الخير
ان شئت تعال وخذ حرفي ..
ان أمسيت ،
برأيك ..
شوكا ..!
او سيفا يتحدى غمده ..!
ان كنتم تبغون براعم شعري ..
فتعالوا ..
سأنثره ، وردا ..وحمائم.. !
و جنابد أزهار..
وحبورا ..
وسأملي ذكراه غيوما ..
للصيف ..!
تبلل بالذكرى ..
أملي ..!
كلماته ستحيى مع النسيم مطوية مع الأمل سيحلق بجناحي الحلم مانحا جمال الحرف وأناقة الكلمة وسمو الفكر أين ما يمر تكون كلماته فوق موائد للشعر بطعم ينتظره الجائع كالسلوى فهذا قدر الشاعر و قدر الشعر الذي يعيده عبد الحميد الزبيدي الى سيرته الأولى ضرورة وطريق للحياة
التحليل
قدر الشاعر الحقيقي ان يكون محب للحياة للخير و للجمال ويكون دليلا لهذا الحب بفكره الذي يسري كالنسغ في كلماته وكلما كان الشاعر أكثر فهما للحياة كانت فلسفته وكلماته اتجاهها بسيط فالحياة بسيطة جدا ولا تحتاج الى تعقيد لذا ترى لغة الشاعر حميد الزبيدي سهلة و جميلة و لا يوجد فيها عسر هضم لغوي فهي كالنظر الى زهرة لا تحتاج الى تفسير بقدر ما تحتاج الى الاحساس بجمالها وتنسم شذها
الشاعر يجيد صنعة الأدب فهو يصوغ عباراته بدقة متناهية فمن خلال كلمات بسيط يصنع لك تحفة متناهية الجمال والروعة وهذا هو معنى الشعر الحقيقي
موهبة الشاعر هي ان ينقلك من زمنك الذي تحياه الى زمن القصيدة فتشعر بالكلمات وهي تنبض وتتنفس وتدرك باحساسك وفهمك وذوق العالي معنى ان يكون المرء شاعرا
النص
ان شئت ، تعال
_________________
تميد بي الريح ،
على أهواء مناسكها
يتودد لي حينا ..
أصحابي ..
فأندبهم ..!
لا لا ..
انا لا أتوجس من شيء..
لأمد الخوف ،
بساطا لي ..
كي أعدو ..!
ان شئت تعال وخذ حرفي ..
ان أمسيت ،
برأيك ..
شوكا ..!
او سيفا يتحدى غمده ..!
ان كنتم تبغون براعم شعري ..
فتعالوا ..
سأنثره ، وردا ..وحمائم.. !
وجنابد أزهار..
وحبورا ..
وسأملي ذكراه غيوما ..
للصيف ..!
تبلل بالذكرى ..
أملي ..!
فأنام ،
أتسلى ،
وانشد أشعارا تلهمني ..
أوسمة ..
من تبر ..!!
كهبوب نسيم مغر ..
واطييييير ..اطير ..
عبر مسافات ..
قصوى ..
واحط كزائر ليل ..
فوق موائد للشعر ..!
بطعم ..
ينتظره الجائع ..
سلوى !!
________________________ بقلمي /حميد الزبيدي /